کد مطلب:210860 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

متن رساله امام صادق
رسالته (ع) فی الغنائم و وجوب الخمس [1] فهمت ما ذكرت انك اهتممت به من العلم بوجوه مواضع ما لله فیه رضی و كیف امسك سهم ذی القربی منه و ما سألتنی من اعلامك ذلك كله فاسمع بقلبك و انظر بعقلك ثم اعط فی جنبك النصف من نفسك فانه اسلم لك غدا عند ربك المتقدم امره و نهیه الیك وفقنا الله و ایاك

اعلم ان الله ربی و ربك ما غاب عن شی ء: و ما كان ربك نسیا. و ما فرط فی الكتاب من شی ء و كل شی ء فصله تفصیلا: و انه لیس ما وضح الله تبارك و تعالی من اخذ ماله باوضح مما اوضح الله من قسمته ایاه فی سبله: لانه لم یفترض من ذلك شیئا فی شی ء من القرآن الاوقد اتبعه بسبله ایاه غیر مفرق بینه و بینه یوجبه لمن فرض له مالا



[ صفحه 364]



یزول عنه من القسم كما یزول ما بقی سواه عمن سمی له لانه یزول عن الشیخ بكره. و المسكین بغناه و ابن السبیل بلحوقه ببلده و مع توكید الحج مع ذلك بالامر به تعلیما و بالنهی عما ركب ممن منعه تحرجا: فقال الله جل وعز فی الصدقات و كانت اول ما افترض الله سبله: انما الصدقات للفقراء و المساكین و العاملین علیها و المؤلفة قلوبهم و فی الرقاب و الغارمین و فی سبیل الله و ابن السبیل

سوره توبه آیه 60

فالله اعلم نبیه (ص) موضع الصدقات و انها لیست لغیر هؤلاء یضعها حیث یشاء منهم علی ما یشاء و یكف الله جل جلاله نبیه و اقرباءه عن صدقات الناس و اوساخهم فهذا سبیل الصدقات.

و اما المغانم. فانه لما كان یوم بدر قال رسول الله (ص) من قتل قتیلا فله كذا و كذا و من اسر اسیرا فله من غنائم القوم كذا و كذا: فان الله قد وعدنی ان یفتح علی و انعمنی عسكرهم فلما هزم الله المشركین و جمعت غنائمهم قام رجل من الانصار. فقال: یا رسول الله انك امرتنا بقتال المشركین و حثثتنا علیه و قلت: من اسر اسیرا فله كذا و كذا من غنائم القوم و من قتل قتیلا فله كذا و كذا: انی قتلت قتیلین لی بذلك البینه - و اسرت اسیرا فاعطنا ما اوجبت علی نفسك یا رسول الله: ثم جلس.

فقام سعد بن عباده فقال: یا رسول الله ما منعنا ان نصیب مثل ما اصابوا جبن من العدو و لا زهادة فی الاخرة و المغتنم: و لكنا تخوفنا ان بعد مكاننا منك فیمیل الیك من جند المشركین: او یصیبوا منك ضیعة. فیمیلوا الیك فیصیبوك بمصیبة و انك ان تعط هؤلاء القوم ما طلبوا یرجع سائر المسلمین لیس لهم من الغنیمة شی ء

ثم جلس. فقام الانصاری. فقال مثل مقالته الاولی ثم جلس. یقول ذلك كل واحد منهما ثلاث مرات: فصد النبی (ص) بوجهه فانزل الله عزوجل یسئونك عن الانفال

آیه 1 سوره انفال

و الانفال اسم جامع لما صابوا یومئذ مثل قوله: ما افاء الله علی رسوله

آیه 6 و 7 سوره حشر

و مثل قوله و ما غنمتم من شی ء

آیه 41 انفال

ثم قال الانفال لله و للرسول فاختلجها الله من ایدیهم فجعلها الله و لرسوله ثم قال فاتقوا الله و اصلحوا ذات بینكم و اطیعوا الله و رسوله ان كنتم مؤمنین

سوره انفال



[ صفحه 365]



فلما قدم رسول الله (ص) المدینة انزل الله علیه: و اعلموا ان ما غنمتم من شی ء فان لله خمسه و للرسول و لذی القربی و الیتامی و المساكین و ابن سبیل ان كنم آمنتم بالله و ما انزلنا علی عبدنا یوم الفرقان یوم التقی الجمعان

آیه 41 سوره انفال

فاما قوله: لله. فكما یقول الانسان: هو الله و لك و لا یقسم لله من شی ء فخمس رسول الله (ص) الغنیمة. التی قبض بخمسة اسهم. فقبض سهم الله لنفسه یحیی به ذكره و یورث بعده و سهما لقرابته من بنی عبدالمطلب. فانفذ سهما لا یتام المسلمین و سهما لمساكینهم و سهما لابن السبیل من المسلمین فی غیر تجارة فهذا یوم بدر و هذا سبیل الغنائم التی اخذت بالسیف

و اما ما لم یوجف علیه بخیل و لا ركاب. فان كان المهاجرون حین قدموا المدینة اعطتهم الانصار نصف دورهم و نصف اموالهم. و المهاجرون یومئذ نحو مائة رجل فلما ظهر رسول الله (ص) علی بنی قریظه و النضیر. و قبض اموالهم قال النبی (ص) الانصار ان شئتم اخرجتم المهاجرین من دوركم و اموالكم و اقسمت لهم هذه للاموال دونكم و ان شئتم تركتم اموالكم و دوركم و اقسمت لكم معهم: قالت الانصار بل اقسم لهم دوننا و اتركهم معنا فی دورنا و اموالنا فانزل الله تبارك و تعالی: ما افاء الله علی رسوله منهم یعنی یهود قریظه فما او جفتم علیه من خیل و لا ركاب: ثم قال للفقراء المهاجرین الذین اخرجوا من دیارهم و اموالهم یبتغون فضلا من الله رضوانا و ینصرون الله و رسوله اولئك هم الصادقون

آیه 8 سوره حشر

فجعلها الله لمن هاجر من قریش مع النبی (ص) و صدق و اخرج ایضا عنهم المهاجرین مع رسول الله (ص) من العرب لقوله: الذین اخرجوا من دیارهم و اموالهم: لان قریشا كانت تأخذ دیار من هاجر منها و اموالهم و لم تكن العرب تفعل ذلك بمن هاجر منها: ثم اثنی علی المهاجرین الذین جعل لهم الخمس و برأهم من النفاق بتصدیقهم ایاه حین قال: فاولئك هم الصادقون: لا الكاذبون: ثم اثنی علی الانصار و ذكر ما صنعوا و حبهم للمهاجرین و ایثارهم ایاهم و انهم لم یجدوا فی انفسهم حاجة - یقول حزازة مما اوتوا. یعنی المهاجرین دونهم فاحسن الثناء علیهم فقال: «و الذین تبوء الدار و الایمان من قبلهم یحبون من هاجر الیهم و لا یجدون فی صدورهم حاجد مما اوتوا و یؤثرون علی انفسهم و لو كان بهم خصاصة



[ صفحه 366]



و من یوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون

سوره حشر آیه 9

و قد كان رجال اتبعوا النبی (ص) قد وتر هم المسلمون فیما اخذوا من اموالهم فكانت قلوبهم قد امتلاءت علیهم فلما حسن اسلامهم استغفروا لانفسهم فما كانوا علیه من الشرك.

و سألوا الله ان یذهب بما فی قلوبهم من الغل لمن سبقهم الی الایمان. و استغفروا لهم حتی یحلل ما فی قلوبهم و صاروا اخوانا لهم: فاثنی الله علی الذین قالوا ذلك خاصة فقال: و الذین جاؤا من بعدهم یقولون ربنا اغفرلنا و لاخواننا الذین سبقونا بالایمان و لا تجعل فی قلوبنا غلا للذین آمنوا ربنا انك رؤف رحیم

آیه 10 سوره حشر

فاعطی رسول الله (ص) المهاجرین - عامة من قریش علی قدر حاجتهم فیما یری: لانها لم تخمس فتقسم بالسویة و لم یعط احدا منهم شیئا الا المهاجرین من قریش غیر رجلین من انصار یقال لاحدهما: سهل بن حنیف و للاخر سماك بن خرشه ابودجانه - فانه اعطاهما لشدة حاجة كانت بهما من حقه و امسك النبی (ص) من اموال بنی قریظه و النضیر ما لم یوجف علیه خیل و لا ركاب سبع حوائط لنفسه. لانه لم یوجف علی فدك خیل ایضا و لا ركاب!!

و اما خیبر فانهما كانت مسیرة ثلاثة ایام من المدینة و هی اموال الیهود و لكنه اوجف علیها خیل و ركاب و كانت فیها حرب: فقسمها علی قسمة بدر.

فقال الله عزوجل: «ما افاء الله علی رسوله من اهل القری فلله و للرسول و لذی القربی و الیتامی و المساكین و ابن السبیل كیلا یكون دولة بین الاغنیاء منكم و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا:

فهذا سبیل ما افاء الله علی رسوله مما اوجف علیه خیل و ركاب

و قد قال علی بن ابیطالب صلوات الله علیه: ما زلنا نقبض سهمنا بهذه الایه التی اولها تعلیم و آخرها تحرج. حتی جاء خمس السوس و جندی سابور. الی عمر انا و المسلمون و العباس عنده. فقال عمر لنا: انه قد تتابعت لكم من الخمس اموال فقبضتموها حتی لا حاجة بكم الیوم و بالمسلمین حاجة و خلل. فاحلفونا حقكم من هذا المال حتی یأتی الله بقضائه من اول شی ء یأتی المسلمین. فكففت عنه لانی لم آمن حین سلفا لو الححنا علیه فی ان یقول فی خمسنا مثل قوله فی



[ صفحه 367]



اعظم منه اعنی میراث نبینا (ص) حین الححنا علیه فیه. فقال له العباس لا تغمز. فی الذی لنا یا عمر فان الله قد اثبته لنا باثبت مما اثبت به المواریث بیننا. فقال عمر: و انتم حق من ارفق المسلمین. و شنعنی: فقبضه عمر: ثم قال: لا والله ما آتیهم ما یقبضنا: حتی لحق بالله، ثم ما قدرنا علیه بعده ثم قال علی (ع) ان الله حرم علی رسول الله (ص) الصدقة فعوضه منها سهما من الخمس: و حرمها علی اهل بیته خاصة دون قومهم و اسهم لصغیرهم و كبیرهم و ذكرهم و انثیهم و فقیرهم و شاهدهم و غائبهم و لانهم انما اعطوا سهمهم لانهم قرابة نبیهم و التی لا تزول عنهم. الحمد لله الذی جعله منا و جعلنا منه. فلم یعط رسول الله (ص) احدا من الخمس غیرنا و غیر خلفائنا و موالینا. لانهم منا و اعطی من سهمه ناسا لحرم كانت بینه و بینهم معونة فی الذی كان بینهم فقد اعلمتك ما اوضح الله من سبیل هذه الانفال الاربعه و ما وعد من امره فیهم و نوره بشفاء من البیان و ضیاء من البرهان جاء به الوحی المنزل و عمل به النبی المرسل (ص) فمن حرف كلام الله او بدله بعد ما سمعه و عقله فانما اثمه علیه والله حجیجه فیه. و السلام علیك و رحمة الله و بركاته


[1] تحف العقول ص 339.